وكليف هو ثيولوجي ومُصلح ومُترجم إنجليزي مسيحي، ولد في يوركشاير
عام 1320م (القرن الرابع عشر للميلاد)، وعمل كمستشارٍ لاهوتي لملك إنجلترا، من أعظم
إسهاماته ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغةِ الإنجليزيّة الدارجة في ذلك الوقت، والّذي
أدّى إلى ثورة الكنيسة عليه، ومنع نشر الكتاب.
هاجم وكليف مبدأ الاستِحالة في الإفخارِستيا، والسلطة المُطلقة
للبابا، وآمن بأنّ سلطة الكِتاب المُقدّس تعلو أيّ سُلطةٍ أُخرى، ويُعتبر وكليف إلى
جانب المُفكّر والفيلسوف (جون هاس) من أبرز المصلحين قُبيل الإصلاح البروتستانتي، وقد
أطلق المؤرّخون على جون وكليف اسم (نجمة الصّباح لِحركةِ الإصلاح).
عرف وكليف كأشهر مدرسي جامعة أكسفورد بعد حصوله منها على
درجة الدُكتوراة في الّلاهوت عام 1372م، وانتقد كافة التعاليم الخاطِئة والمُضلّة والمُسيئة
في الكَنيسة، ورفض بشكلٍ قاطع كافة التعاليم الّتي ليس لها أيّ سُلطانٍ أو أساس كِتابي،
ولقيامه بترجمة الكتاب المقدّس، ومُناداته بالكُفر بالفكر البابوي وصُكوك الغُفران
والاستِحالة، وبضرورة العمل على الفِكر الإصلاحي اتُهِم بالهرطقة.
توفي جون ويكلف في 13 كانون الثاني 1384م، وبعد أربعةٍ وأربعين
عاماً من وفاته تمّ عقد اجتماع لاتهامه بالهرطقة، وصدر عنه قراراً بنبش قبره وإخراج
عظامه وحرقها ورميها في نهر سوِفت بحجّة عدم تدنيس التراب برفاته دون أي احترام للموت،
فبعد فشل الأساقفة في إصدار قرار من البرلمانِ الإنجليزي للقضاء على ترجمة الكتاب المُقدّس
ووقفها، قرروا الانتقام من رفاته وعظامه بعد وفاته !
هذا كان حال المُفكّرين في الغرب في فترة العصور الوسطى،
والاستغلال الصوري للكنيسة في ذلك الوقت من أجل بثّ الخوف والرّعب والفقر بين عامة
النّاس، وللترويج لصكوك الغفران الّتي انتشرت من قبل رجال الدّين في الكنيسة المتعاونة
مع السلطة الإقطاعيّة الحاكمة، لتحقيق مآربها الذاتيّة لاستعباد البشر والاستيلاء على
كافة ثروات البلاد واقتسامها بين رجال الدين والسلطة.
بقلم
غادة حلايقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق