حامل الضوء، أو لوسيفر كما تُنطق باللغة اللاتينيّة، هو
عبارة عن مصطلحٍ فلكي من روما، ويُشير إلى كوكب الزهرة المضيء، أو ما كان يُعرف
بـ(نجم النهار).
لوسيفر هو ملاكٌ ساقطٌ مِن الجنان، له جناحان ضخمان
سوداوان، وجهه متفحّم من شدّة السواد، أحاطت به هالة سوداء مرعبة من شدّة ظلمتها
بعد أن أقسم للربِّ بأن يُضِلَّ بها كُلُّ الناس.
لوسيفر، أو كما يُسمّى بساتان، أو هيليل كما درج تداوله
بالعبريّة، أو حامل الفجر بالإغريقيّة، هو ذات المعنى الميثولوجي لبروميثيوس، أو
سارق النّار مِن أجل البشر، أمّا في الديانة المسيحيّة فإنّ لوسيفر يُعتبر كبير
الملائكة الذي أصابه الكبرياء والغرور، الأمر الّذي أدّى لطردِه ليتحوّل بعدها إلى
شيطان، ويحكم أعماق الأرض
أسطورة لوسيفر عبر التاريخ
صوّر نجمُ الصباح كأنّه ربّ العطار الذي سعى محاولاً
احتلال عرش بعل في الأساطير الكنعانيّة الغابرة، وعندما لم يتمكّن من السيطرة على
العرش، انحدرَ وقام بحُكم العالم السُفلي، وفي الأسطورة القديمة يُعتبر نجم الصباح
الّذي تمّ تصويره كـ(ربّ) في الكنعانيّة، أقلّ من منزلة الربّ بعد محاولة (هيلال)
تهميش الحضارة الكنعانيّة التي كان يحيا فيها الربّ، وإقصائها على جبلٍ يقع في
الشمال، وتقول الأسطورة بأنّ هذا الربّ أو الإله قد أُلقي من السماء، لمحاولته أن يصبح
شأنه كشأن الله، فتحوّل إلى شيطانٍ يقطن في العالم السُفلي ويحكمه.
في الديانةِ اليهوديّة، ورد مصطلح هيلال الّذي ورد في
أشعيا، وقد تحوّل هيلال إلى مفهومٍ سائدٍ يُطلق على الملاك السّاقط من السماء،
وبعد ظهور العهد الثاني، عاد النّاس إلى فكرة الربانيّة بأنها تجسيدٌ للوسواس
والشرّ، ولهذا السبب لم يتمّ الخوض في موضوع لوسيفر بشكلٍ مطوّل، حيث تمّ اعتباره
أسطورة.
أما في الديانةِ المسيحيّة التي تأثّرت بما ورد في إشعيا
عن الشيطان، وقد صوّرت الديانة المسيحيّة لوسيفر، بأنه كان واحِداً مِن الملائكةِ
العابدين لله بتفانٍ وإخلاص مُنقطع النظير، حتى جاءت اللحظة التي خَلَقَ بها الله
مخلوق آخر باستخدام الطّين، وهو آدم، الأمر الّذي أدّى إلى تمرّد لوسيفر على الله،
رافِضاً وجود هذا المخلوق الّذي اعتُبِر عند الله أعلى شأناً منه، فقام الله
بإلقائِه مِن الجنّة باتجاه العالم السُفلي، وفي لحظة سقوطهِ على الأرض، بان على
شكلِ نجم ساقط، وهذا هو سبب تسميته بالنجم أو الملاك السّاقِط.
في الديانة الإسلاميّة، يُعتبر لوسيفر كائنٌ من الجان
العابدين لله، فرفعه الله إلى منزلةِ الملائكة، وكان لوسيفر في ذلك الوقت يعبد
الله بكل ما استطاع من إخلاص، حتّى أتت لحظة خلق آدم، والتي تبعها أمرٌ من الله
للملائكة بأن يسجدوا لهذا المخلوق من طين، لكنّه أبى وتمرّد لأنه مخلوقٌ من نار،
فكيف يسجد لمخلوق من طين؟
غضِب الله عليه، وكاد أن يُفنيه، إلاَّ أنّ لوسيفر
(إبليس) طلبّ بأن يُبقي عليه ويمهله إلى يوم القيامة، وستكون مهمته بأن يضلّ الناس
عن طريق الحقّ والهُدى، فاستجيب له وأُخرج من الجنّة باتجاه الأرض.
بقلم: غادة حلايقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق