موسيقى الشيطان Carmina Burana



سمفونيّة Carmina Burana، يقال إنها من وحي الشيطان، ولهذا أُطلق عليها اسم موسيقى الشيطان.
كتبت هذه الموسيقى في القرون الوسطى، وهي من تأليف الموسيقار الألماني (كارل أورف)، وفور سماع تلك الموسيقى يشعر المتلقّي بقشعريرة غريبة تسري في أوصاله، ويقال إن المقطوعة الشهيرة ما هي إلاَّ جزءاً ضئيلاً من المقطوعة الكاملة الأصليّة، والتي يتجاوز طول نوتتها كتاباً يتكوّن من 300 صفحة، تم ترجمة جزء صغير منه، أما ما تبقّى فمُنعت ترجمته وبقي غامضاً حتّى وقتنا هذا.


بعد تأليف موسيقى Carmina Burana، قامت الكنيسة في ذلك الوقت بإعدام كتّابها عن طريق حرقهم، إضافةً لمنع تداولها لأسبابٍ بقيت مجهولة حتّى اليوم.

للمعزوفة كلمات يعودُ تاريخها إلى عام 1280م، وتتميّز تلك الكلمات بوقعها القوي على النفس وبثّ الرعب فيها، فهي تُروى باللُّغةِ اللاتينيّةِ القديمة، وتتحدّث نُصوصها عن الحبّ والخَمر والنساء، ووتميّز بإيقاعاتها القويّة والفخامة بالعرض بشكلٍ جاذب للمستمع، وهي تتألف من نحو خمسةٍ وعشرين قطعة يُطلق عليها اسم (آلِهة القدر).


ترجمة كلمات (آلهة القدر):

تبدأ السمفونيّة عزفها بعدّةِ ضرباتٍ قويّة، ترافقها أصواتٌ عالية، مرددة:

آهٍ يا آلِهةَ القَدَر
مُتغيّرٌ أنْتَ كَوَجْهِ القَمَر
دورةٌ أزليّة مِنَ التألُّقِ والشُحوب.

تُخفض الأصواتُ بعد تِلك الكَلِمات، ليظهَرَ بعدها لحنٌ إيقاعي يتسللُ برفقٍ إلى المسامع، مرافقاً إيّاه غناء مُتكرّر، وربما كان محاولةً للتعبير عن اليأس الّذي يفرضُ قسراً على الإنسان، واضِعاً إيّاهُ في دوّامةٍ من المستحيل أن يتخلّص مِنها، حيث تكرر الأصوات:

الحياةُ البَغيضةُ تَجرَحُ أوّلاً
ثُمّ تُقدِّمُ البّلسَمَ حَسْبَما يَحلو لَها
والعَوَزَ والقوّة
تُذيبُهُما كَما تَفعَلُ بِالجَليد
يا إلهةَ القَدَر المُتَوّحشةِ الجَوفاء
أيّتُها العَجَلَةُ الدوّارة
لَكَم أنتِ خبيثة
وَما السعادةُ مَعَكِ إلّا وَهم
سُرعان ما يَتَلاشى، تحْجُبهُ الظِلال.

يُعاود صوت العزف ارتفاعه على نفسِ الجُملةِ الإيقاعيّة، ترافقه الأصوات مردّدة:

ها أنتِ تَقنُصينَني الآن
حَسبَ قَواعِدِ اللُّعبة
فأُجرِّدُ ظَهريَ عارياً
تَحْتَ سِياطِ قَسوَتِكِ، تُعاديني الحُظوظ
في الصحّةِ والفَضيلة
تَستعبِدُني مَصائِبُكِ وَشَدائِدُك
فأُسارِعُ دونَ تأخير
إلى غَمْرِ الأوتارِ المُهتزّةِ
فَما دامَ القَدَر
يُنزِلُ المَصائِبَ عَلى الرّجُلِ القَويّ
فابْكوا مَعيَ جَميعاً.....!


بقلم

غـادة حلايقة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

INSTAGRAM FEED

@gh330kam