ملكة الإغراء مارلين مونرو

ملكة الإغراء مارلين مونرو


بالرغم من رحيلها منذ زمن، إلاَّ أنّها مازالت أيقونة الجمال والإغراء بلا منازع في العالم.

مارلين مونرو هي نورما جين بايكر مورتنصن، ولدت في أمريكا في 1 تموز عام 1926 في مدينة لوس أنجلوس، والدتها غلاديس بيرل مونرو، وقد أسمتها نورما حباً بالفنّانة نورما تالمادج، ووالدها غير معروف.

كانت طفولتها قاسية، وذلك لكون أمها قد تخلّت عنها وعن إخوتها، فتنقلت للعيش بين عدّة عائلات، عانت أمها من أمراضٍ نفسيةٍ كثيرة، أجبرتها على الإقامة في مركز للرّعاية الصحيّة وتم الحجر عليها، الأمر الذي كانت مارلين تعتبره وصمة سيّئة، فكثيراً ما أخفت هذه الحقيقة وادّعت بأنّ أمها متوفية.

عاشت لمدّة سبع السنين الأولى من عمرها في بيت أقرباء لجدتها، وتقول مارلين في مذكّراتها عن تلك الفترة أنّ "تلك السيّدة حمراء الشعر" التي كانت تأتي لتزورها بين الحين والآخر، لم تكن تذكر هويتها ومن تكون في إشارة إلى أمها.


وفي عام 1942 تزوّجت من جيم دوجيرتي جارها الذي كان يكبرها بخمس سنوات، بعد أن تركت المدرسة، وكانت حينها تبلغ السّادسة عشر من العمر، وكان يعمل حينها في مصنع الطّائرات الأوّل دون طيار الذي تعود ملكيّته للممثل الأمريكي ريجنالد ديني، ومن ثمّ انتقل للعمل في ألمانيا في الأسطول التجاري الذي يعود لطاقم ب-17 بعد عام من الزواج، وقد عملت مارلين في مصنع الطّائرات ذاته الذي كان فيه زوجها، وكانت في قسم اختبار أجنحة الطّائرات والمظلاّت، فالتقط لها المصوّرون العسكريون الصور وكانت تلك بداية قصّتها مع الكاميرا، وفي إطار حملة تشارك فيها النساء في دعم للمجهود الحربي والجيش الأمريكي عام 1944، كانت صورتها التي التقطها المصوّر ديفيد كونوفر شعار تلك الحملة، وما هي إلاّ شهور قليلة حتى باتت صور مارلين تُشغل الغلاف الأوّل في مجلاّت الإغراء، وكانت حينها ثلاثين مجلة.

بعد أن تركت عملها في المصنع، انهالت عليها عروض الأزياء، وعملت مع وكالة الكتاب الأزرق لعرض الأزياء، ونالت الطّلاق من زوجها جيم في عام 1946، وبدأت تنهال عليها العروض مجدّداً لتكون فتاة الإعلانات، فكانت أوّل دعاية قدّمتها لصالح شركة لملابس السباحة، كما صبغت شعرها باللّون الأشقر من أجل دعاية لأحد أنواع الشامبو.

استهوى مارلين الوقوف أمام عدسة الكاميرا، وبدأ حلمها بالسّينما يتّسع ويتبلور، فخضعت لدورات في تعليم أصول العمل المسرحي، وأبقت على شعرها الأشقر، إلاَّ أنّها أضافت الحسنة الشهيرة التي كانت ترسمها بنفسها، على خدّها الأيسر تارةً أو على ذقنها تارةً أخرى، أو فوق شفتها لتُخفي عيباً وهو عبارة عن بقعةٍ داكنة في وجهها.

لفتت انتباه الممثل بين ليون، وكان يومها مدير شركة إنتاج الأفلام السينمائية فوكس القرن 21، الذي أبهرته في تجربة الأداء فقال صائحاً: "ها هي جين هارلو الجديدة"، وكان أوّل أفلامها السينمائية "شجار على شقراء"، و"أعوام خطرة"، وذلك مقابل مئة وخمسة وعشرين دولاراً في الأسبوع.

توالت عليها لاحقاً الأفلام، وبسبب حاجتها للمال لتدفع إيجار شقتها، وافقت على أن تصوّر عارية لتوضع صورها في تقويم تحت اسم مانا مونرو، سُرعان ما انتشرت تلك الصّور في كل العالم، فذاعت شُهرتها، وبدأت تتناولها الصحف، وأوّل المقالات الذي تحدث عنها كان في مجلة فوتوبلاي بعنوان "كيف تولد النجمة" الذي منه اتّخذ عنوان فيلم "نجمة قد ولدت".

لصقل موهبتها الفنيّة، تابعت مارلين تحصيلها الجامعيّ في جامعة كاليفورنيا، فدرست الأدب والفنّ وتزوجت من بطل البيسبول جو ديماجيو، وتم الطلاق بينهما بعد تسعة أشهر من زواجهما.

كثيراً ما تناولها النقّاد بانتقاداتهم اللاّذعة، كالناقد زانوك والممثلة جوان كراوفورد التي اتّهمتها بالابتذال، وهكذا حتّى لعبت أهم أدوارها على الإطلاق في فيلم "حكة السنة السابعة" الذي فيه تمّ تصوير لقطتها الشهيرة فوق شبكة الميترو حيث تطاير فستانها الأبيض اللون.

أنشأت مع صديقها المصوّر ميلتون غرين شركة إنتاج خاصة بها، وفسخت عقدها مع شركة فوكس، واتّبعت دورات في الكوميديا، وأبدت رغبتها بالعمل مع المخرج الكبير ألفرد هيتشكوك الذي رفض بدوره التعامل معها.

تزوّجت من كاتب السيناريو آرثر ميلر، وحصدت جوائز عدة، كجائزة كريستال ستار، وديفيد دوناتللو، ونالت جائزة غولدن غلوب، ورشحت لخمس جوائز أوسكار بفضل فيلمها "البعض يفضلونها ساخنة" و"الملياردير".

سُرعان ما بدأت صحّتها الجسديّة والنفسيّة تسوء، لإصابتها بنوبات هذيان وهلع بفعل تعاطيها المخدّرات والكحول والأقراص المنوّمة، وقد ساءت علاقتها بزوجها وبالمحيطين بها، وفي 14 كانون الأول من عام 1961 طلّقت آرثر ميللر وكتبت وصيّتها، وخضعت للعلاج في أحد مراكز الصحّة النفسيّة.

بعد خروجها من المصحّ، واصلت نشاطها التمثيليّ، ولكنّها كانت غير منضبطةٍ بمواعيدها، الأمر الذي تسبّب بخسارة العديد من الشركات الإنتاجية لأرباح كُبرى، فقاموا بمطالبتها بدفع تعويضاتٍ ماليةٍ باهظة، تمّ التصالح عليها مقابل بعض الشروط من قِبَلِها، وفي عمر السّادسة والثلاثين أصيبت بالاكتئاب وماتت في 5 آب بعد أن أجرت عدّة اتصالات هاتفيّة كانت فيها مشوّشة ومنهارة.

تعددت احتمالات سبب وفاتها، فالبعض يعتقد أنّها ماتت بسبب خطأ طبيّ نتيجة الإفراط بالمهدّئات، والبعض يعتقد أنّها ماتت انتحاراً، أو اغتيالاً، وأصابع الاتهام تُشير إلى عائلة الرئيس كيندي بعد الحادثة الشّهيرة التي غنّت فيها في عيد ميلاد الرئيس فيتزغارد كيندي "عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس" وهي مخمورة، وقد بيع فستانها الذي ارتدته حينها بمليون وثلاثمئة ألف دولار.

قلّدتها العديد من الفنّانات العالميات، وكانت مصدر إلهامٍ لهنّ في حركاتها ومشيتها وتمثيلها وحتى شكلها، أمّا في عالمنا العربي، فقد انتزعت لقب مارلين مونرو العربية الفنانة المصرية هند رستم.

ومازال لغز وفاة مارلين مونرو مجهولاً إلى يومنا هذا.


بقلم:

ميرنا قره



هناك 3 تعليقات:

  1. مقال ممتع من أول كلمة لآخر كلمة ... تدرج الأحداث بطريقة منظمة حسب التسلسل الزمني لها جعل من المقال قصة قصيرة مكتملة العناصر سواء بالشخوص أو الزمان أو العقدة والحبكة المتشابكة والنهاية الصادمة لمن لا يعرف قصتها من الجيل الجديد ... تقييمي للقصة ... عشرة من عشرة.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا أيمن دراوشة لمرورك المشرّف وتقييمك ..

      حذف
    2. شكراً سيد أيمن لمرورك الكريم وتناولك لمقالي عن أسطورة فنية ، شغلت الدنيا وملأتها في فترة مضت ، ومازال لغز رحيلها المبكر يشغل الكثيرين.

      حذف

INSTAGRAM FEED

@gh330kam