إقبال الأسعد

إقبال الأسعد

هزمت أعداء الوطن ورددت:
أنا من هناك
من أرض الزيتون والزّعتر...
لبلادي البعيدة عني بعد الشمس أهدي تمرّدي
لوطني القريب على بعد مرمى حجر...
صنعت ذاتي فقهرت الذل والحرمان وكنت أنا..!


إقبال الأسعد، فلسطينيّة من سكّان البقاع اللبناني، ولدت في الثّاني من شهر شباط عام 1993م، تعود أصولها إلى قرية (مغار الخيط) قضاء مدينة صفد، نزح منها أجدادها عام النكبة إلى الجنوب اللبناني.

ظهر نبوغ إقبال منذ حداثة سنها، فقد اجتازت رياض الأطفال في عام واحدٍ فقط عوضاً عن ثلاثة أعوام، وتمكّنت من اختصار أعوام الدراسة الأساسيّة الستة إلى ثلاثة أعوام، أما مرحلة الدراسة الإعدادية فقد أكملتها بعامين، حيث حصلت على شهادة "البريفيه" وهي في العاشرة من عمرها بتفوّقٍ، وتمكّنت من اجتياز شهادة الثانويّة العامة "البكلوريا" الفرع العلمي وهي في الثّانية عشرة من عمرها، وبتفوّق أيضاً.


دخلت إقبال موسوعة غينيس للأرقام القياسيّة وهي في عمر الرّابعة عشر، كأصغر طالب طبّ في العالم، حيث حصلت على منحةٍ لدراسة الطبّ في كليّة الطبّ (وايل كورنيل) في دولة قطر، تقول إقبال في هذا الشأن بأنّها لم تكن لتتمكّن من الحصول على كلّ تلك الإنجازات لولا عناية عائلتها بها والجهود الّتي بذلوها معها، وعلى وجه التحديد والدتها الّتي رافقتها في رحلتها الدراسيّة إلى قطر لمدّة أربعة أعوامٍ، تاركةً باقي عائلتها خلفها لدعم طفلتها وتقديم الرّعاية لها.

اختارت إقبال دراسة الطبّ لتقديم الرعاية باللاجئين الفلسطينيين عند عودتها ومزاولة عملها، وقد تخرجت من الكليّة وهي في العشرين من عمرها، لتتحوّل بعدها إلى أصغر طبيبة في العالم.

يقول أحد أساتذتها في الجامعة، وهو الدّكتور عمر مكّي:
"منذ اليوم الأوّل لها في الجامعة، وقفت إقبال كطالبٍ ناضجٍ ومحترفٍ جدّاً، على الرّغم من صغر سنّها وتجربتها".

نظراً لنبوغ إقبال وتفوقها واجتهادها وإنجازاتها الاستثنائيّة، فقد تمكّنت من العمل في رابع أكبر المشافي في الولايات المتّحدة الأميركيّة، وذلك بعد أن غضّ هذا المستشفى شرط أن تكون قد تجاوزت الحادية والعشرين من عمرها، لتُسنح الفرصة أمامها بممارسة الطبّ فيها.

من الأقوال الّتي لا تكفّ إقبال عن ترديدها:
"حُلمي هو أن أعود لأقوم بفعل شيءٍ ما لللاجئين الفلسطينيين في المخيّمات".

في النهاية... إقبال لم تكن يوماً مغنيّة لتسليط الأضواء عليها، هي إنسانةٌ تحدّت القهر والظروف المحيطة بالفلسطينيين في المخيّمات، لتكون نفسها ابنة وطنٍ جريحٍ، وشعبٍ كسيرٍ، آلمها كسر شعبها في المخيّمات، فأرادت تضميد جراحهم بتفوّقها وسهرها وتعبها.

إقبال هي الصورة المُشرّفة لفلسطين.


بقلم

غادة حلايقة



هناك تعليق واحد:

  1. تلك هي حفيدة خولة والخنساء ..كم نفخر بأمثالها

    ردحذف

INSTAGRAM FEED

@gh330kam