وهادي طيفُ موهبةٍ سكنَني في غابرِ الزّمان.. ومازال يتابعُ حروفي ويَحُثُّني على التَّفاني في الإخلاصِ لقلمي وأوراقي..
قال
لي: أيقظتِ فيَّ فرحتي بعدَ طولِ انتظار.. ما هذا الرُّكود الذي غزاكِ فسيطرَ على
يدِكِ وشلَّها رغم تزاحم الأفكار في مخيِّلتكِ الوَلود؟!
قلتُ:
هو الألمُ والصدمة بما اكتشفتُ من خرابٍ في النفوسِ حولي..
قال:
وأذكُرُ وتذكرين شاعراً كبيراً أعلنَ أمامَ الجموع عنكِ أنَّ زامرَ الحيِّ لا
يُطرِب.. ولذلك فَمَن حَولكِ ليسوا هم من سيُطرَبونَ لدى سماعكِ.. فلا تشغلي نفسكِ
بهم ولا تكبدِّيها عناءَ النَّظرِ إليهم.. ما دام لديكِ في أمكنةٍ أُخرى قلوبٌ
تنبضُ فرحاً لنجاحكِ ونفوسٌ تنتظرُ منكِ سماع المزيد..!
قلتُ:
لولا تلك القلوبُ وتلك النّفوسُ لانطفأت شعلة الفكر لديّ..
قال:
وأذكر وتذكرين أنَّكِ غُمرتِ شعراً وانبعثتِ أيكَ اخضرارٍ فقلتِ لذلك الشاعر:
(قبيلتي يا شاعري لن تسمح لمثلنا – نحنُ الإناثْ – أن نبديَ المشاعرْ.. في بلدتي
موْءودةٌ تلك التي بعِلمِها تُفاخرْ..)
قلتُ:
وانبثقتُ من الوأدِ..!
قال:
وأيقظتِ فرحتي التي راحت إلى سُباتٍ.. لا تخافي فمنذ اللحظة لن أستسلم لغفوةٍ
تُقصيني عنكِ.. سأحتلُّ ساعاتِ يومكِ وأُلازم خيالكِ لتُنْجزي الكثير..!
قلتُ:
ها أنت قد فعلت..!!
*
من سلسلة (قالت لي الأيّام)
بقلم:
إيمان نايل عبيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق