قال لي الفراغ ...

قال لي الفراغ ...

قال لي الفراغ :
- ( ..........................................................
...............................................................
...............................................................
.................................... ) !!!
فما التفتُّ لرَغبَتِهِ الجوفاء... بل انطلقتُ أملأُ زمنَهُ إنجازاً رائعاً فأنهيتُ قراءَةَ ما يزيدُ على عشرينَ كتاباً.. !!





قالت لي النافذة ...

قالت لي النّافذة :
- اقتربي نحوي.. اقتربي.. هيّا.. !
وتسلَّلَ صوتُها مخترقاً حُجُبَ انكساري.. ومن زاويتي القصيَّة استدرتُ لأرى السِّتارةَ الكتيمةَ تحجبها عنِّي.. فتابَعَتْ :
- اقتربي وأبعدي هذه السِّتارةَ.. دعي الضِّياءَ المبارك يُعانقُ عينيكِ.. !
كلُّ ما أدريه أنَّ قوةً خفيةً جعلتني أنصاعُ لِدَعوتها.. وبإرادةٍ مُستَلَبَةٍ وصلتُ إليها كأنَّما زحفاً.. أو طيراناً.. أزحتُ السِّتارةَ فلفَّني الضِّياء..!
قالت :
- يمكنكِ الآن أن تمتِّعي ناظريكِ بتلك الخضرةِ التي تُجاورني.. وبتلكَ النوافذِ الجارات المفتوحةِ على ثنايا الأحلام.. !
وارتسمت ابتسامةٌ هادئةٌ مطمئنَّةٌ في كياني بعد أن تجوَّلتْ عينايَ في ذلك البراح.. !
قالت :
- يمكنكِ أيضاً أن تفتحي درفتيَّ وتستقبلي مع الضِّياءِ الهواءَ العليل.. !
وبإرادةٍ أكثرَ استلاباً وجدتُني أفتحُها وأتنسَّمُ انهمارَ هواءٍ نقيٍّ إلى داخلي.. فأضحت ابتسامتي أكثرَ ارتساماً وأكثرَ طُمأنينةً.. !
قالت :
- هل أُحدِّثكِ عما وراءَ تلكَ النَّوافذِ الجارات ؟!
وللمرةِ الأولى شاركتُ بالحديثِ.. فانتثرتْ كلماتي وكأنَّها تكافحُ لتخرجَ من لُجةِ صمتٍ سحيقة :
- ما وراءَ اجتذابِكِ لي أيتها النافذةُ الوحيدةُ في غرفتي البائسة ؟! ولماذا تقتحمين عليَّ وحدَتي وتفتحين معي هذا الحديثَ كلَّه ؟! دعيني في زاويتي القصَّيةِ أجترُّ هزائمي وأُملي على نفسي سطورَ صمتٍ يتكاثفُ في سماء عالمي.. !
قالتْ :
- بعد أن تمكَّنتُ من ثنيكِ عن ملازمة زاويتكِ القصيَّةِ تلك، واستجبتِ لطلبي بالاقترابِ منِّي.. وملأتِ ناظريكِ بخضرةِ الواقعِ.. واستطعتِ فتحَ مغاليقي لتستحمي بنسيمٍ منسكبٍ.. ما عُدتُ أخشى عليكِ من عودةٍ إلى الوراءِ.. إنِّي واثقةٌ الآنَ من أنَّكِ لستِ بحاجةٍ لصوتي ليخبرَكِ عما وراءَ نوافذِ العالمِ.. لستِ الوحيدةَ التي تشكو من ألمٍ سعى الآخرونَ لزرعهِ وحرصوا على رعايتهِ.. فلتُبقي نافذتَكِ مفتوحةً للخضرةِ والنسيمِ والضياءِ.. للأملِ والحبِّ والحياةِ.. ها قد جاورتِني مبتعدةً عن زاويتكِ القصيَّةِ.. فلتتجاوزي حجُبَ اليأسِ ولتزيحيها كما أزحتِ ستارتي الكتيمةَ.. ها أنتِ ذي تفعلين.. إنَّ ابتسامتكِ التي تمسحُ وجهكِ بصفائها وتزخرُ بالحيوية تَشي بذلكَ منذ الآن.. !
أمسكتُ بإحدى درفتَيْها ووارَبْتُها لأتملَّى وجهي في زجاجها الشفيف.. غمرت الابتسامةُ زجاجَ النَّافذةِ واتسعتْ لتطالَ كلَّ ما حولي من نضارةٍ ونسيمٍ وضياءٍ وأملٍ وحبٍ وحياة.. !!!

* من سلسلة قالت لي الأيّام .


بقلم:

إيمان نايل عبيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

INSTAGRAM FEED

@gh330kam