قالت
لي الشمس :
- ما
زلتُ أُصرُّ على الشُّروقِ كلَّ يومٍ . . . ولْتعاندْني الجبالُ الصمُّ ما شاءتْ .
. .
قلتُ
:
- يا
شمسُ أما تتعبينَ من رحلة الشروقِ والغروبِ والتَّحدِّي بينهما ؟ !
قالت
:
- لكنني
في رحلتي تلكَ أكتشفُ معنى الحياة . . . وأُعطي الناسَ والطَّبيعةَ الحياة . . . ثمَّ إنَّ لعبةَ التَّحدي تلكَ ليست
بصعبةٍ . . . فبقليلٍ من الصَّبرِ أنا المنتصرةُ دوماً . . . والمبتهجةُ دوماً
بأداءِ دوري في هذه المعمورة . . . !
- وكم
صحوتُ باكراً لأرقبَ الشُّروقَ . . . وتمتَمتُ : ( يا لَدأبُها ستهزمُ الجبلَ . . .
). ورأيت خيوطَ أشعتكِ تتعربشُ محاولةً تسلُّقَ سفح الجبلِ الشَّرقيّ . . . ( ياه
لم يستطعْ عرقلةَ رحلتِها . . . ما زالت تحاولُ التسلُّقَ والقفزَ فوقَ هذا الجبلِ
المتشامخِ . . . ! لم يستطع كسرَ سياطِها الشَّفَّافةِ . . . وهي ما تزالُ ترتفعُ
لتجتازَ هذا الجبلَ المتغطرسَ بامتلائهِ . . . ! لم يستطع صدَّ محاولاتها . . .
وها هي ذي ترتقي شيئاً فشيئاً كي تصلَ إلى قمَّتهِ المتكبِّرة وتمسكَ أذيالَ
الحريةِ بعدها . . . ! لم يستطع ثنيها عن عزمها . . . فها هي ذي تعلو سفحهُ الأجرد
. . . ثمَ تصلُ إلى القمةِ فترتفعُ فوقها . . . ثمَ تجتازُ الجبلَ المغرورَ بحجمه
وثقلهِ . . . ! ! ذلك أنها خيوطُ شمسٍ تأبى القيودَ والحدود . . . أشعةٌ ماضيةٌ في
مسارِها تهوى الانطلاق والتَّجوال . . . فالكثيرون ينتظرون فيض نورها ولن تبخلَ
عليهم أو تتأخر عنهم . . . !
قالت
:
- أجل
. . . وسيبقى جبلاً جامداً يحسبُ نفسَهُ الأعظمَ لأنهُ ما شاهدَ غيرَ حجمه . . .
أما أنا فستبقى خيوطُ أشعَّتي شلالاتِ أملٍ تنتظرها الكائناتُ برجاء . . . ! !
*
من سلسلة قالت لي الأيّام .
بقلم :
إيمان نايل عبيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق