الأم... تلك
المخلوقة الفريدة التي تُعطي وتُعطي بدون حساب، فهي تُضحّي بكلّ ما تملك في سبيل
إسعاد ورعاية أسرتها، هي الوردة الفوّاحة التي يملأ شذاها الآفاق. فكم هو جميل أن
يخصّص لها يوم تكرّم فيه على عطائها وتفانيها وعظمة حنانها.
فكرة الاحتفال
بيوم الأم
تعود أصول
الاحتفال بيوم الأم إلى بعض المفكّرين الغربيّين، الذين وجدوا أن الكثير من
الأبناء تُنسيهم مشاغل الحياة أمهاتهم، وتبعدهم عنها، فلا يوكلونهنّ الرعاية
والإحسان اللازمين في كِبَرهنّ، فعمدوا إلى تخصيص أجمل يوم في السنة وهو يوم بداية
فصل الربيع بحسب كل بلد، فيكون إما في شهر آذار في اليوم الواحد والعشرين منه كما
في الدول العربيّة، أو في يوم الثّاني من شهر شباط كما في النرويج وباقي الدول
الاسكندنافية، كما يُصادف يوم الأوّل من شهر أيّار في دول جنوب إفريقيا، بينما في
الأرجنتين ودول أمريكا اللاتينية فيكون يوم الثّالث من شهر تشرين الأول، أما في
الولايات المتحدة الأمريكيّة فيصادف في يوم الأحد الثاني من شهر أيار، ليكون يوماً
للأم والأسرة بكاملها.
أول احتفال
بعيد الأم
يُعتبر عيد
الأم من الأعياد الحديثة نسبيّاً، حيث بدأ الاحتفال فيه في مطلع القرن العشرين، في
الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتّحديد في عام 1908م حين احتفلت الأمريكية
"أنا جارفيس" بذكرى والدتها، فأقامت فيما بعد، في عام 1912م جمعية دوليّة
خاصة بعيد الأم، وأطلقت مصطلح "mother,s day""
الذي تمّ اعتماده
من قِبَل الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون في قانون صادق عليه الكونغرس كأحد
الأعياد الرسميّة في البلاد، وكان يُعرف بعيد جافرس، وانتشر الاحتفال به عبر تقديم
بعض الهدايا الرمزية والأزهار والبطاقات تكريماً للجدّات والأمّهات. وانتشر هذا
العيد عالميّاً، حيث يُعتبر اليوم من أكثر الأيّام التي تُجنى فيه الأرباح الماديّة
في الأوساط التّجاريّة.
أول من طرح فكرة عيد الأم في العالم العربي
يعود الفضل إلى المفكّر المصريّ والصحفيّ علي أمين وأخيه مصطفى أمين مؤسسي
جريدة أخبار اليوم، حين اقترح الأخير عبر زاوية له في الجريدة بعنوان
"فكرة" أن يُخصّص يوم للأم بعد أن زارته إحدى الأمّهات المكافحات، ورَوَت
له قصّة عناءها بعد وفاة زوجها، وتربيتها لأبنائها، وقد لاقت هذه الفكرة قبولاً
لدى الجماهير الشّعبية، وارتفعت أصوات تُنادي بتخصيص أسبوعٍ كاملٍ للأمّ، في حين
رفضت بعض الأصوات هذا الاحتفال، على اعتبار أنّ الأم ليست بحاجة للتذكير بها
وبتضحياتها، فكل أيّام العمر مكرّسة لها، إلى أن تمّ الاتفاق على إعلان تخصيص يوم
الواحد والعشرين من آذار يوم للأم.
ومهما اختلفت تواريخ هذا العيد، إلّا أنّه لا يمكن لنا أن نوفيّ الأم حقها،
فهي الشمعة التي تحترق لتُنير لأسرتها دروب الحياة.
رحم الله الأمهات اللّواتي رحلن وغادرن دنيا الفناء هذه إلى دنيا البقاء،
وأعاد هذه المناسبة على الأحياء منهنّ بالخير ووافر الصحّة، مع خالص التمنيات بعيد
سعيد.
بقلم:
ميرنا
قره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق