التعرّف على الكاذب من لغة الجسد

التعرّف على الكاذب من لغة الجسد 
الكذب عادةٌ، وسلوك مرضيّ، يبدأ الكذب مع الإنسان في سن مبكّرة، سرعان ما يتطوّر ويدمنه صاحبه، في حال لم يقوَّم ويُعَالج منذ الصغر.

فمَن منّا لم يُصادف في حياته اليوميّة شخصاً كاذباً، أو تعرّض لموقفٍ أو لكذبةٍ وقع ضحيّتها، وقد عادت عليه بالحزن والأسى، أو قد كلّفته خسارات وأثمان دفعها سواء أكانت مادية أم معنوية.

وللتعرّف على الشخص الكاذب، وكشف صدقه من كذبه، إليكم بعض التصرّفات في لغة الجسد التي لوحظ أنّ الشخص الكذّاب يلجأ إليها بشكلٍ لا إراديٍّ، نورد بعضاً منها:



- طريقة الكلام، ونبرة الصوت:
الشخص الكاذب، غالباً ما يتكلّم بسرعة، وبجمل متواترة وراء بعضها، وفجأة يُبطئ في عباراته، وتتملكه صعوبة في التعبير، وقد تضيع منه المفردات، ويكرّر مراراً نفس الأقوال والكلمات ليثبت حجّته، وتكون نبرة صوته متوسّطة إلى مرتفعة، ويميل إلى الضحك بصوتٍ مرتفعٍ ليُخفي حقيقةً ما، أو قد يبتسم بزيفِ ابتسامةٍ كاذبةٍ يُسمّيها العامة - ابتسامة صفراء - عبر فمه فقط، بدون تأثير ابتسامته على محيط العَينين، فالابتسامة الصّادقة تجعل من الجلد الذي يوجد حول العين ناتئاً ومتجعّداً في آن واحد، كما أنّه يتكلّم بصيغة الجمع ليؤكّد أنه ليس هو المذنب، ويتكلم كثيراً عن الآخرين وينسب لهم مواقف غير لائقة وتُهم، لتوجّه الملامة لهم.

كما يلجأ إلى الإلحاح في صوغ التبريرات، وإلى الحلفان المتكرّر بأنّه صادق في كلامه ويستخدم عبارات كـ: صدقني - إني أقول الحقيقة – ولست بكاذب...


- حركات الجسد:
لوحظ أنّ الشخص المتحدّث الكاذب تظهر عليه حركات غير متوازنة أو منضبطة، كأن يضع يديه وراء ظهره، ويهزّ رأسه كنوعٍ من الموافقة على أقواله، ويكون كثير الحركة بغير هدفٍ، وتبدو عليه علامات التوتّر والارتباك، ويحرّك يديه باستمرار وبحركات عصبيّة، أو يقوم بالضغط بأسنانه على إحدى شفتيه، العُلويّة أو السُفليّة، أو يمصّها لأنّه يشعر بجفافِ الفم أثناء قيامه بالكذب، وقد يتلوّن وجهه بحمرةِ الخجل، وقد يتصبّب عرقاً، ويبدأ بأخذ نفسٍ عميقٍ كلما همّ بالكلام، وكثيراً ما نجده يلجأ إلى ملامسة وجهه أو إلى حكّه وفرك جبينه أو أنفه، ويديه أو شعره أو ذقنه، أو أذنيه، ويحدث ذلك كردّة فعل كيميائيّة تُشعره بحكّةٍ ووخزٍ في هذه الأماكن نتيجةً لكذبه.


- حركة العينان وآليتها:
الشخص الكاذب لا يستطيع أن يثبّت نظره أو أن يحدّق في عينيك بشكلٍ مباشرٍ، لأنّه يخشى المواجهة كونه يكذب، فتراه يجول بناظره جيئةً وذهاباً، أو نحو الجهة اليُسرى أو اليُمنى، أو يوجّه نظره ويثبّته بوجهة أماميّة ليستحضر بعض المشاهد من ذاكرته ليسخّرها لكذبته، وقد يُغمض عينيه لأجزاءٍ من الثانية، ويتضاعف حجم حدقة العين.


- كيفية التصرف مع الشخص الكاذب
حاول قدر الإمكان الابتعاد عن الدخول في مناقشاتٍ مع الشخص المعروف بكذبه، وفي حال حصل ذلك، فلا تصدّقه أو غيّر مجرى الحديث لأشياء عامّة، كالطقس مثلاً، ولا تُعطيه أيّة تفاصيل قد يستفيد منها في حياكة كذبةٍ ما، ولا تعطيه الشعور بأنّك مصدق كلامه.

بقلم:

ميرنا قره

هناك تعليق واحد:

  1. كلام جميل عن علامات الكاذب ، لكن هناك من هو محترف كذب ، لا لغة جسد ولا جهاز الكشف عن الكذب يستطيع كشفه، ونقول للصادق أحيانا في العامية أنت لا تعرف الكذب ، وهناك من نكشف كذبه من اول كلمة ، ليس لتعبيرات الجسد، بل لان صفة الكذب التصقت به فأصبح عند الجميع كذابا ، كما ان الكذب أنواع ، فهناك الكذب لمجرد الثرثرة وبدون فائدة ولإظهار الذات ، وهناك الكذب للاستعراض ، وهناك الكذب للتخلص من مأزق ما ، وفي النهاية ربما تحول إلى حالة مرضية ميؤوس منها ، تحياتي للكاتبة وصاحبة المدونة .

    ردحذف

INSTAGRAM FEED

@gh330kam